لعبت قدرة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على الاعتراف بالخطأ وهو جانب غير معتاد في شخصيته دورا في فوز فريقه انتر ميلان بلقب دوري الدرجة الأولى الايطالي لكرة القدم لا يقل أهمية عن أهداف المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش.

وأظهر مورينيو صاحب الشخصية المندفعة جانبا مختلفا من شخصيته في مرات عدة من موسمه الأول مع انتر ميلان والذي أنهاه الفريق بالفوز باللقب للمرة الرابعة على التوالي، وسيكون هذا التواضع الذي لم يتعارض قط مع ثقته الشهيرة عاملا مميزا لمورينيو في سعيه لتحقيق نجاح على الصعيد الأوروبي في السنوات المقبلة.

ومن بين أهم أفعاله كان إدراكه في وقت مبكر من الموسم أن طريقته في اللعب بثلاثة مهاجمين والتي حقق بها لقبين في الدوري الانجليزي الممتاز مع تشيلسي لن تكون ناجحة في انتر ميلان.

وكان مورينيو اشترى بالفعل الجناحين مانسيني وريكاردو كواريزما مقابل الكثير من المال في شهوره الأولى في المنصب لكن أداءهما على يمين ابراهيموفيتش ويساره كان سيئا.

ورغم استمرار انتر ميلان في حصد نتائج جيدة بفضل الحضور البدني المميز وضعف المنافسين فإنه افتقر إلى سلاسة الأداء، وارتفعت حدة الانتقاد لكن مورينيو بدلا من الرد عليها بقوة كما كان يفعل في بعض الأوقات فإنه عاد ليراجع خططه وأساليبه التدريبية، ومؤخرا قال مورينيو: "ارتكبت خطأ بالنسبة لكواريزما. عملت مع انتر ميلان لعشرة أشهر وما يزال أمامي الكثير لأقوم به".

وبدلا من اللعب بطريقة 4-3-3 غير مورينيو الطريقة إلى 4-4-2 في بداية هذا العام باستخدام الصربي ديان ستانكوفيتش في مركز لاعب الوسط المهاجم، ولم يتراجع انتر ميلان مطلقا ونجح في الفوز بلقبه السابع عشر في الدوري السبت الماضي بعد خسارة غريمه ميلانو صاحب المركز الثاني 2 -1 على يد اودينيزي.

وكان اللعب بمهاجمين اثنين يعني احتياج مورينيو لتوفير زميل لابراهيموفيتش الذي أحرز 21 هدفا في الدوري، وأغضب المهاجم البرازيلي ادريانو مدربه بسبب عدم التزامه تماما كما فعل مع المدرب السابق روبرتو مانشيني، وتجاهل مورينيو المهاجم البرازيلي طويلا لكن وبدلا من التمسك بموقفه سمح مورينيو لادريانو بالعودة للتشكيلة الأساسية ليصبح زميلا دائما لابراهيموفيتش.

وأثبت ادريانو أنه ملائم لطريقة اللعب هذه وأحرز أهدافا مهمة كهدفه من ضربة رأس في مباراة القمة ضد ميلان شباط (فبراير) الماضي قبل أن يحرره انتر ميلان من عقده بعد عودة مشاكله الشخصية لتسيطر عليه، ولم يعاقب مورينيو اللاعب كما توقع البعض بل أظهر قدرا كبيرا من التواضع بإظهار التعاطف معه.
وعلى نفس النهج كانت معاملته للمهاجم الشاب ماريو بالوتيلي، وانتقد مورينيو سلوك بالوتيلي في التدريبات واستبعده من التشكيلة في مرات عديدة في بداية الموسم لكنه سرعان ما أدرك موهبة مهاجمه ودفع به في النهاية ليحل محل ادريانو، وقال بالوتيلي: "جعلني مورينيو أدرك أنه إلى جانب عملي كمهاجم فإن علي العودة للدفاع ومساعدة الفريق".

وإلى جانب الظهير دافيد سانتون أشاد مورينيو ببالوتيلي كلاعب أساسي في مستقبل انتر ميلان الذي سيشهد انضمام لاعبين شبان إلى اللاعبين الجدد، ورشحت وسائل إعلام الارجنتيني دييغو ميليتو مهاجم جنوا وفابيو كوالياريلا لاعب اودينيزي للانضمام لانتر ميلان.

ولم يخسر انتر ميلان سوى ثلاث مباريات في الدوري طوال الموسم كانت الأولى في قمة المدينة ضد ميلان والثانية 3-1 خارج ملعبه ضد اتلانتا في كانون الثاني (يناير) والثالثة خارج ملعبه أيضا بهدف نظيف ضد نابولي في نيسان (ابريل).

وأبدى ماسيمو موراتي رئيس انتر ميلان إعجابا كبيرا بمورينيو خاصة بطريقة تعامله بعد الهزيمة من اتلانتا، وقال موراتي: "مورينيو شخص صادق للغاية وتحدث كما يحدث في غرفة تغيير الملابس. كانت هناك بعض الأخطاء الواضحة التي لم أتوقعها وتحمل هو اللوم بسبب اختياراته وبسبب نقص التركيز لدى الفريق".

لكن مورينيو الذي أظهر قدرا مماثلا من التواضع عند الخسارة أمام مانشستر يونايتد في دور الستة عشر بدوري أبطال اوروبا كان أقل كرما مع منافسيه المحليين وأغضب نظراءه من المدربين بعدد من التعليقات الحادة التي فاجأت البعض.

والموسم المقبل سيعرف دوري الدرجة الأولى الايطالي ما يمكن توقعه وسيعي مورينيو المتطور أن الفوز بلقب خامس على التوالي في البطولة التي لم تتعاف بعد من فضيحة التلاعب في نتائج المباريات في 2006 سيكون أكثر صعوبة.