غريب الدار .........
عدد المشاركات : 835 النادي المفضل : نادي الاتحاد العمل والهوايه : القرأة والكتابة المزاج : الحمدلله على كل حال السٌّمعَة : 0 نقاط : 18234 تاريخ التسجيل : 03/05/2008
| | سيدة الأزمنة والفصول | |
سيدة الأزمنة والفصول
أسعد الله سماءك بالأمطار , وعطّر مساءك والنهار , بعصارة الورد ؛ ومخلّط الأزهار ..
اشتقت كثيرا سيدتي , فتناولت القلم لأكتب إليك , بعد أن (شرهت)
كثيرا عليك , فقد قطعتِ عني الأخبار المسموعة والمقروءة
والمرئية , فلمَ فعلتِ ذلك أيتها الشقية ؟ ألا تعلمين أنني إليك أشتاق
, وأنني أتألم من طول البعد والفراق ؟ أغرّك مني أن حبك
قاتلي ؟ وأني وقعتُ في حبائلك ؛ بعد أن توهّمتُ أنك وقعتِ في حبائلي ؟
حسنا يا سيدة الزمان .. افعلي ما شئت وما يحلو لك , فقد نلت
من قلبي كل العفو ؛ وجميع الغفران .. فأنت في القلب بدريّة
أحُدية ؛ وأنت في جنان روح العشق ؛ وديوان عشق الروح والجنان ..
من أهل بيعة الرضوان .. ولتعلمي يا فتنة الدهور
.. أنني لا أزال كما عهد تني ؛ وأني أنا ؛ هو أنا ؛ كما أنا ؛
لا تغيرني الأحداث في كل الأزمنة والعصور .. أحبك حب المغرمين
, وسُجّل اسمي في عداد ضحاياك العاشقين .. أعشق نسائم عطفك
؛ ونفحات لطفك مهما كانت شحيحة , وطالما ناجيتك
بالأحاديث الخفية والصريحة !
سيدتي .. لم أزل على العهد , أعاني البُعد , وأتجرع الفقد .. وأنت
هي أنت .. لا تزالين تعلقينني بخيط أوهى من بيت العنكبوت
, وتمنحينني ـ لتظل الروح ـ أقل ما يحتاجه الجسد من الشراب والقوت ..
فكأنك قد عاهدت نفسك على إبقائي بين الحياة
والموت , ولا يعنيك مني الجار بالشكوى ؛ وأنين الألم ؛ مهما
اشتكى مني القلب وارتفع الصوت ..! فمس روحيَ الضُّرّ ؛
وجسديَ القَرّ , حتى تراءى لي أنك ـ على رقتك ـ أقسى الطغاة
؛ وأظلم المحبين , وكيف لا تكونين هكذا وأنا أتقلب على خنجرك
ذات الشمال وذات اليمين منذ حين !
آه من قيدكَ أدمى معصمي .. وأشد ما يؤلمني .. أنكَ كنتَ ترثي لي ، وتدري ألمي!
سيدتي .. إن قطع الوصل ؛ واستمرار البعد الكئيب , يخمد في
مهجتي ذيّاك اللهيب , ويزيد في عين الروح مواصلة العذاب ؛
وطول النحيب .. ضيعتني وأنا رفيق الدرب في وسط الطريق ,
وتركتني في البحر .. أصارع أفواج الأمواج , لأكون بعد
صراعه البطل الغريق ! أشعلتِ في قلبي غراما ؛ وفي روحي هياما ؛ ثم غادرتتني بعد الحريق
سيدتي .. ما بين جِدّ فعلك ؛ وهزل وعدك , تتناثر أشلائي على أشواك صدك ..
وتَهلك بين الهزل والجِـدِّ مهجةٌ / إذا ما عَداها البَيْنُ عذّبهـا الهجـرُ
فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشق / وأن يدي مما عَلِقتُ به صُفْرُ
يا سلاف الفؤاد , وكأس السهر والسهاد .. أنا الغريق وليس
لي عن هواك من مهرب أومفر.. وكيف يهرب الإنسان من أيدي
القدر , وأنت القدر ..؟ فمتعيني قبل الممات .. فما يدريك ما بعده وما يدريني ,
متعيني قبل أن يُطوى الرفاتُ , وتسكبي دمعة
الحسن والحزن الدفينِ .. فغدا يا سيدتي سوف نصبح ذكرى
, ومن الذكرى ما يعصر القلب , ويؤلم الروح
سيدة الأزمنة والفصول ..
لك مني سلام يطول , وأمل بأن تؤذن سماء العطف منك بالهطول
حفظك الله ورعاك , وأبهج روح الحزين بنسمة من هواء رُباك
إلى اللقاء
مما تصفحت
| |
|