مـنـتـد ى حي الـرشـــد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مـنـتـد ى يهتم بـأ خـبـا ر الـريـا ضـه والسيا سه والمجتمع والـفـن والصوتيات والمرئيات والشعر والقصة والصوروالمجتمع المكي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 جرول بداية طفولتي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
السروري
مشرف بوابة شخصيا ت من المسفله
مشرف بوابة شخصيا ت من المسفله
السروري


ذكر
عدد المشاركات : 321
العمر : 54
النادي المفضل : الاهلي
العمل والهوايه : عاشق للنادي
المزاج : صافي والحمدلله
السٌّمعَة : 0
نقاط : 17572
تاريخ التسجيل : 29/04/2008

جرول بداية طفولتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: جرول بداية طفولتي   جرول بداية طفولتي Icon_minitimeالثلاثاء 16 ديسمبر 2008, 4:15 pm

أعتذر عن تأخري في الرد علي موضوعك لانني كنت قد شغلت كما يعلم الجميع في فترة الموسم (( الحج ))

وبصراحه هذا الموضوع كأني قد قراته قبل هذه المرة ولكن

اسلوبك في الكتابة جداً جميل وسرد لقصة ممتعه

شكراً لك علي هذه الموضوع وجزاك الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تــســــــتا هـل الــحــب
__________
__________
تــســــــتا هـل الــحــب


انثى
عدد المشاركات : 9
العمر : 46
العمل والهوايه : مــدرســـه
السٌّمعَة : 0
نقاط : 17679
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

جرول بداية طفولتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: جرول بداية طفولتي   جرول بداية طفولتي Icon_minitimeالسبت 15 نوفمبر 2008, 8:15 am

يعطيك الف الف عافيه

على حكاية الحي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مناحي2008
.............................
.............................
مناحي2008


ذكر
عدد المشاركات : 50
العمر : 50
النادي المفضل : نادي الواصل للكيرم
العمل والهوايه : مــقــا و ل
المزاج : مــا خــبــرش
السٌّمعَة : 0
نقاط : 17687
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

جرول بداية طفولتي Empty
مُساهمةموضوع: جرول بداية طفولتي   جرول بداية طفولتي Icon_minitimeالجمعة 14 نوفمبر 2008, 7:23 am


(عندما أكون في العشرين من العمر وأقول إنني لم أكبر بعد، فهذا يعني أنها لم تكن سوى محاولة فاشلة مني لنسيان جأش طفولتي والتبختر في ترف حاضري الجديد).


الرابعة من العمر ليسَ سناً صغيراً على اخضرار الذاكرة وبدء قدرتها على التقاط الحوادث وحفظها، في هذا العام كان فضولي لاكتشاف معاني الأشياء التي تتحرك أمامي، تزدحم، تصرخ، تضرب، وتلعب في الحي أو ‎»‎‎الزقاق«‎ كما نطلق عليه يتعملق بسرعة، ولم نكن عائلة مترفة مريضة بالخوف والقرف من الآخرين كي تكون سمة طفولتي عبارة عن مجرد لعب بالدمى وأدوات الزينة الأنثوية في غرفة نوم أمي أو الاعتكاف على الألعاب الالكترونية أمام التلفاز، أذكر جيداً سوق الخضار الكبير الذي يسمى بالحلَقة »‎حلقة جرول«‎ لأن الخضريين كانوا يفترشون الأرض على هيئة حلقات دائرية كبيرة ويرصّوا صناديق خضرواتهم ويمتلئ كل السوق بأصواتهم المختلطة ببعض وهي تنادي على أسعار الخضروات الزهيدة وتحاول جذبك لتشتري، لا تستطيع الخروج من الحلقة إلا وفي يدك كيس ليمون أو صندوق من الخوخ والموز والتفاح، وإن كنت على تربية مكاوية أصليّة سوف لن تتخلى عن صندوق ‎»‎‎البخارى« في كل زيارةٍ شهرية لك إلى الحلقة !.
أخي كان يحب أخذي معه إلى هناك، وعدة مرات كانت يدي تفلت منه وأضيع في مسارب الحلقة دون أن أنتبه !، يشدني شكل الخضروات والفاكهة وإطلاق الأسئلة الكثيرة على الباعة كلما رأيت كائناً يجذبني !: ‎‎»‎ايش هذا ؟ كيف آكله ؟ حار ؟ يحرق ؟ !، طعم ؟«‎ بعضهم كان يكاد أن ينكفئ ضحكاً على أسئلتي وبعضهم الآخر يمسح حبات الكرز لي بثوبه ويدفعني لأكلها ثمّ يسألني ‎»‎فين بابا ؟ ناديه خليه يشتري لك من هذا‎«.

الجلوس على طرف مركازٍ صغير في قهوة الأماني لا يجلس عليه أحد من رواد المقهى الكبار، والاستمتاع بمراقبة عيال الحارة الحفاة وهم يشنون حروبهم الأسبوعية على الكُرة المهترئة، عدد المرات التي تُجلط فيها أقدامهم على الأرض غير المسفلتة وتنزف أكثر من عدد أهدافهم في صندوق الكرتون الكبير الذي كان هو المرمى أو شبكَة الهدف !، صرخات الرجال الجالسين في المقهى المكشوف على الزقاق وإطلاق الشتائم على الأولاد كي يكفوا و‎‎»يعقلوا‎«أو يعودوا لبيوتهم وأحياناً تسمع نداءات الأمهات أيضاً من خلف شبابيك المنازل الخشبية مختلطة ببعض الشتائم التي لا يكون أهل الحارة هم أهل الحارة من غيرها !.
في ذلك العام كان أكثر مشهد علق بذاكرتي هو فصل تعليم الأطفال المجاني الذي أقامه »‎وائل« أحد شباب الحي الذين لم يجدوا مقعداً لهم في الجامعة بعد الثانوية إما لنسبتهم الضئيلة أو لأنّ لا وسيلة مواصلات تأخذهم إليها وكان السبب الثاني هو الغالب على معظم أو لاد وفتيات حارات مكة الذين لم يكملوا تعليمهم، أو الذين تزوجوا في سنٍ صغيرة وحملوا التعب المبكر في وقتٍ كنا حين نذكر فيه مصطلح التعب، فنحن نعني صور المعاناة واسمرار الوجه لكثرة التجول في حريق الشمس وتشقق القدمين في سنٍّ رطبة من كثرة المشي والعمل، لم تكن رؤية سيارة في الحارة منظر مألوف لدينا، وحتى القلة الذين كانوا يملكون دبّاباً أو سيارة لم يكونوا يوقفوها داخل الحارة بل في مكانٍ بعيد عن العيون خوفاً من العين والحسد، وهذا الحديث على السيارات المتواضعة جداً التي يخجل حتى سائق التاكسي اليوم من اقتناء نوعٍ مثلها !.
هل لاحظتم أني نسيت إكمال الحديث عن وائل وفصله المجاني للأطفال ؟، كان الفصل عبارة عن خمسة أو ستة صفوف من الكراسي هي صناديق الفواكه والخضروات البلاستيكية الكبيرة !، وسبورة عبارة عن لوح خشبي كبير و‎‎»‎مصنفر‎«أو منعّم باللغة الراقية ! قام بتجميله وصنع قوائم وإطارات خشبية ملونة بالدهان الأحمر أو الأخضر. عشرات الأولاد والفتيات الصغار كانوا يتزاحمون على وائل ليعلمهم القراءة والكتابة قبل بلوغهم السنّ القانوني للدخول إلى المدرسة، والدكاكين الصغيرة في ذلك الوقت وحتى اليوم أيضاً كانت تتميز ببيع الدفاتر الصغيرة والأقلام التي ما زلت أحتفظ بإحدى التي اشتريتها منها حتى اليوم، بل وما زال القلم يكتب ويسيلُ حبراً واضحاً ونظيف !. كان وائل يوزع الهدايا للأذكياء و‎‎»‎الشطار«حسب جنسهم وعمرهم أحياناً، الولد الذي يفهم حساب جمع الأرقام بسرعة ويعرف كيف يقرأ الجمل ويكوّن مثلها يحصل على ‎‎»‎حلاوة أبوعود‎«، والفتاة التي تفهم نفس الدرس تحصل على دمية صغيرة طولها بطول إبهام اليد !، وكانت تباع بالأكياس أو »‎الدرزن‎« لدينا..وبثمن لا يزيد عن عشرة ريال.
تأثري بوائل وإعجابه بذكائي وشغفي للحصول على دروس أخرى وكتباً أقرأ فيها وتذمري من أن تكون دروسنا كلها كتابة في الدفتر بدون كتب مثل إخوتي الكبار !، لم يكن تأثراً عادياً يُطبع في الذاكرة كمجرد ذكرى غريزية لحدث قديم، بل كان قاعدة لكل إصرارٍ أعيشه اليوم للوصول إلى منازل علمٍ أكبر من سابقتها ليس لأنّ هذا ما أؤمن بجدوى قيمة الإنسان به في الحياة بل ولأنّها كانت وصية وائل حين زففتُ إليه بشرى قبولي في المدرسة بعد عام مِن علاقتي معه كأعذب أستاذ !، وائل اليوم يملك إحدى أكبر مكتبات مكة التراثية والعصرية، المكتبة التي أصبحت مزاراً لي منذ علمت أنه مؤسسها ومالكها قبل خمسة أعوام.


في عام 1412 هـ دخلت إلى المدرسة الثامنة للبنات، وفي عام 1418 تخرجت من المرحلة الابتدائية وكانت نهاية عشرتي وعائلتي في حارة جرول وانتقالنا إلى مكة الجديدة والمسماة بـ »‎مكة الصناعية‎«.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جرول بداية طفولتي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتـد ى حي الـرشـــد :: منتدى الـمــجــتـمـع الــمـكـا وي :: بوابة شخصيات من المسفله-
انتقل الى: